إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
103318 مشاهدة print word pdf
line-top
الصفة الثالثة الغدر

...............................................................................


والصفة الثالثة التي هي الغدر؛ ورد ما يدل على أنه من صفات المنافقين والكاذبين، ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه يقال هذه غدرة فلان بن فلان غدرة واحدة يرفع له لواء يوم القيامة، يعرف بهذا أنه قد غدر.
الغدر: هو إخلاف المعاهدة, العهد أن تتعهد لإنسان بكذا وكذا ولا تكذب في هذه المعاهدة، وقد أمر الله بالوفاء بالعهود قال الله تعالى: وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا يعني إذا عاهدتم الله فإن عليكم أن توفوا ولا تغدروا, وقال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا هذا مطلق العهد بينكم وبين الله، والعهد بينكم وبين عباد الله، وكذلك قوله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا العهد هو التعهد، فأنت تقول لفلان: أتعهد لك أو لك عهدي وميثاقي أن آتيك في المكان الفلاني، أو أوفيك حقك في المكان الفلاني، فيكون هذا العهد ملزما لك بالوفاء أن تفعله بقدر ما تستطيع، وإلا فلا تعاهد وأنت لا تقدر على الوفاء بهذا العهد، فإن ذلك يعرضك لهذه الصفة التي هي من صفات المنافقين صفة الغدر.
ومن ذلك أيضا معاهدة الخلفاء والملوك على أن يكون معهم, فالغدر في ذلك: الخروج على الوالي، وقد تعهد بأنه ينصح له وبأنه يفي له وبأنه معه لا عليه، فيعتبر إذا نقض ذلك قد أخفر ذمته، وقد نقض عهده وقد اتصف بصفة من صفات المنافقين, فأمر العهد والوفاء به أمر شديد يظهر أثره في الدنيا، وكذلك في الآخرة.

line-bottom